سورة الأحزاب - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


قوله عز وجل: {إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ} فيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم أصحاب التصاوير؛ قاله عكرمة.
الثاني: أنهم الذين طعنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اتخذ صفية بنت حيي بن أخطب، قاله ابن عباس.
الثالث: أنهم قوم من المنافقين كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبهتونه قاله يحيى بن سلام.
وفي قوله: {يُؤْذُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ} ثلاثة أوجه:
أحدها: معناه يؤذون أولياء الله.
الثاني: أنه جعل أذى رسوله صلى الله عليه وسلم أذى له تشريفاً لمنزلته.
الثالث: هو ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَمَا كَانَ يَنبَغِي لَهُ أَن يَشْتُمَنِي، وَكَذَّبَنِي وَمَا كَانَ لَهُ أَن يُكَذِّبَنِي فَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّاي فَقَولُهُ إِنَّ لِيَ وَلَداً وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَولُهُ إنِّي لاَ أَبْعَثُ بَعدَ المَوتِ أَحداً. وَلَعنُة الدُّنْيَا التَّقْتِيلُ وَالجَلاَءُ، وَلَعْنَةُ الآخرَةِ النَّارُ».
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الآية. فيمن نزلت فيه هذه الآية ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها نزلت في الزناة وكانوا يمشون فيرون المرأة فيغمزونها؛ قاله الكلبي.
الثاني: نزلت في قوم كانوا يؤذون علياً رضي الله عنه، ويكذبون عليه، قاله مقاتل والنقاش.
الثالث: أنها نزلت فيمن تكلم في عائشة وصفوان بن المعطل بالإفك، قاله الضحاك. وروى قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأها ذات ليلة فأفزعه ذلك حتى انطلق إلى أبيّ فقال يا أبا المنذر إني قرأت كتاب الله فوقعت مني كل موقع. {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ} والله إني لأعاقبهم وأضربهم، فقال: إنك لست منهم، إنما أنت مؤدب، إنما أنت معلم.


قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبَهنَّ} فيه ثلاثة أقاويل
أحدها: أن الجلباب الرداء، قاله ابن مسعود والحسن.
الثاني: أنه القناع؛ قاله ابن جبير.
الثالث: أنه كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها، قاله قطرب.
وفي إدناء جلابيبهن عليهن قولان:
أحدهما: أن تشده فوق رأسها وتلقيه فوق خمارها حتى لا ترى ثغرة نحرها، قاله عكرمة.
الثاني: أن تغطي وجهها حتى لا تظهر إلا عينها اليسرى، قاله عَبيدة السلماني.
{ذَلِكَ أَدْنَى أن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} فيه وجهان
أحدهما: ليعرفن من الإماء بالحرية.
الثاني: يعرفن من المتبرجات بالصيانة. قال قتادة: كانت الأمة إذا مرت تناولها المنافقون بالأذى فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء.
قوله: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم الزناة، قاله عكرمة والسدي.
الثاني: أصحاب الفواحش والقبائح، قاله سلمة بن كهيل.
وفي قوله: {لَّئِن لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ} قولان:
أحدهما: عن إيذاء نساء المسلمين قاله الكلبي.
الثاني: عن إظهار ما في قلوبهم من النفاق، قاله الحسن وقتادة.
{وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} فيهم ثلاثة أقاويل
أحدها: أنهم الذين يكاثرون النساء ويتعرضون لهن، قاله السدي.
الثاني: أنهم الذين يذكرون من الأخبار ما يضعف به قلوب المؤمنين وتقوى به قلوب المشركين قاله قتادة.
الثالث: أن الإرجاف التماس الفتنة، قاله ابن عباس، وسيت الأراجيف لاضطراب الأصواب بها وإفاضة الناس فيها.

{لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} فيه ثلاثة تأويلات
أحدها: معناه لنسلطنك عليهم، قاله ابن عباس.
الثاني: لنعلمنك بهم، قاله السدي.
الثالث: لنحملنك على مؤاخذتهم، وهو معنى قول قتادة.
{ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلاً} قيل بالنفي عنها، وقيل الذي استثناه ما بين قوله لهم اخرجوا وبين خروجهم.

قوله: {سُنَّةُ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: يعني سنته فيهم أن من أظهر الشرك قتل، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: سنته فيهم أن من زَنَى حُد، وهو معنى قول السدي.
الثالث: سنته فيهم أن من أظهر النفاق أبعد، قاله قتادة.

{ولَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} فيه وجهان
أحدهما: يعني تحويلاً وتغييراً، حكاه النقاش.
الثاني: يعني أن من قتل بحق فلا دية له على قاتله، قاله السدي.


قوله: {إنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرآءَنَا} في السادة هنا ثلاثة أقاويل
أحدها: أنهم الرؤساء.
الثاني: أنهم الأمراء، قاله أبو أسامة.
الثالث: الأشراف، قاله طاوس.

وفي الكبراء هنا قولان:
أحدهما: أنهم العلماء، قاله طاووس.
الثاني: ذوو الأسنان، وهو مأثور.

{فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ} يعني طريق الإيمان
وفي قوله (الرسولا) و(السبيلا) وجهان:
أحدهما: لأنها مخاطبة يجوز مثل ذلك فيها عند العرب، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: أن الألف للفواصل في رؤوس الآي، قاله ابن عيسى، وقيل إن هذه الآية نزلت في اثني عشر رجلاً من قريش هم المطعمون يوم بدر.

قوله: {رَبَّنَا ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ} فيه وجهان:
أحدهما: أي عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، قاله قتادة.
الثاني: عذاب الكفر وعذاب الإضلال.
{وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً} بالباء قراءة عاصم يعني عظيماً وقرأ الباقون بالتاء يعني اللعن على اللعن.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12